هي الساهرة
:
سَهِرْتُ
وَمَا مِنْ عُيُونٍ سِوَى *** عُيُونِ الإِلَهِ هِيَ السَّاهِـرَةْ
وَكُلُّ
فُؤَادٍ طَهُورٍ وَكَــمْ مِنْ *** قُلُوبٍ غَدَتْ بِالْهُدَى عَامِــرَةْ
سَهِرْتُ
وَهَـذَا هُوَ الْفَجْرُ يَدْنُو *** وَيَهْمِسُ بِاللَّهْجَـةِ الآمِـرَةْ
فَمَازَالَ
بِالْخَيْــــرِ دُنْيَــا الْـــوَرَى *** لِمَاذَا أَرَاكِ إِذًا
حَائِــرَةْ
تَعَالَ
أَيَـا فَجْــــرِيَ الْمُسْتَنِيرَ *** أَبُثُّكَ فِي اللَّيْلَـــةِ
الْغَابِــرَةْ
حَدِيثًا
عَجِيبًا يُسِيء النُّفُوسَ*** وَتَنْدَى لَهُ الْجَبْهَـةُ الطَّاهِـرَةْ
حِكَايَــةُ
شَيْــخٍ وَأَيْضًا فَتَــاةٍ *** سَتَبْقَــى لَنَا قِصَّــةٌ نَـــادِرَةْ
لِتَنْظُرْ
مَعِي هَلْ بِخَيْرٍ تَرَاهَا *** أَمِ الْخَيْرُ أُسْطُورَةٌ عَابِــــرَةْ
أَتَيْتُ
كَبِيــرًا عَظِيـمَ الْمَقَــامِ *** بِهِ تَزْدَهِي الْحِكْمَةُ الْغَامِـــرَةْ
وَبَـاتَ
الْحَدِيــثُ لِهَذَا وَذَاكَ *** وَدُنْيَا الْجَمِيـــعِ بِــــهِ
عَامِرَةْ
وَتَارِيخُنَــا
الْيــَوْمَ قَــدْ ضَمَّهُ *** لِيَزْحَــــــمَ صَفْوَتَــهُ النَّيِّـرَةْ
تَمَنَّيْتُ
يَوْمًـــا أَرَانِيَ فِيـــهِ *** أَكُـــونُ عَلَى دَرْبِــهِ سَائِـــرَةْ
أُتَابِـــعُ
كُــــلَّ مَقَـــالٍ جَمِيـــلٍ *** أَعُبُّ مَنَاهِلَـــهُ الزَّاخِـــرَةْ
وَكَــمْ
بِتُّ أَحْلُــمُ بِالْمُلْتَــقَى *** بِهِ كَصَغِيــرٍغَــزَا
الدَّائِـرَةْ
وَأَسْـــــأَلُ
رَبِّـــيَ تَوْفِيقَــــهُ *** لِأَنْهَـــلَ آدَابَـــهُ الْوَافِــــرَةْ
أُرِيــدُ
يَدَيْـــكَ تُعِيــنُ يَــدِيَّ *** لِكَيْمَا أَكُــونُ بِكَ الشَّــــاعِرَةْ
فَلَبَّــى
سَرِيعًا وَكُنْتُ أَظُـــنُّ *** بِأَنِّــي حَظِيتُ..أَنَــا ظَــــافِرَةْ
وَمَا
ثَــمَّ إِلَّـــا لِقَــاءٌ وَثَــانٍ *** كَأَنِّــيَ فِي الْحُلْمِ أَوْ
طَائِــرَةْ
فَكــمْ
كُنْــتُ عِنْــدَ لِقَائِــي بِهِ *** أَرَانِيَ بِالْمَجْــدِ
مُسْتَبْشِـرَةْ
وَمَا
مِــنْ لِقَــاءٍ أَتَــى ثَالِثٌ *** وَحَتَّى بَــدَتْ نَفْسُـهً الْآشِـرَةْ
نُفُوسُ
الثَّعَالِبِ فِي خَيْرِ ثَوْبٍ *** وَنَفْسُ الثَّعَالِبِ ذِي مَاكِرَةْ
أَتَانِـــي
بِسَيْلِ لُعَـــابِ الْكِــلابِ *** وَأَشْدَاقُـهُ قَدْ بَدَتْ فَاغِرَةْ
يريد
الْتَهامِي ولسْتُ طَعَامًا *** ومَا أنا للجَائِــعِ
الشَّاطِرَةْ
ولكنَّنــــي
كم كَرِهْتُ النِّفاقَ *** فكنت على غَــدْرِه ثائـــرة
وما
أنا أحْمل في باطني *** سوى ما ترى الأَعْيُن الناظرة
أتيتُـــك
واللهِ تِلْمِيــــذةً *** ولســـتُ عشيقتَـــكَ الفاجــرة
وَأنتَ
تميــل لطُعْم الخيانَـ *** ـةِ تُحْذيكَ ريحتُهــــا العاطــرة
وما
هِـــيَ عطْـــــرٌ ولكنهـــــا *** بَنـــاتُ قَريحتِكَ الساخـرة
فما
عاش شِعْرٌ أتى عن طريقِ ***إِناثٍ سَقَطْنَ إلى الحافرة
فَذَا
اسْمُكَ يحمل معنى التُّقَى ***ونفسُك ذاتُ الهوى غَادِرَة
ورَسْمُك
يَكْسُــوه ثَوْبَ الوَقَارِ *** ونفْسُك عن نَيْلِه قاصرة
أَتَجْحَدُ
رَبًّا كســـاك الضِّيــــاءَ *** وأَوْلاك نِعْمَتَـــــه الغامرة
أَبِاسْــــمِ
القَريضُ تَعِيثُ فسادًا *** وتَفْتِكُ بالدُّمْية الناضـــرة
فَرُحْــــتَ
تُعَرْبِــــد في خَلْقه *** كأنك لم تذكــــرِ الآخـــــرة
أمام
الصغيرات يَجْثُو هَــوَاكَ *** وتأخذُك النَّشْوةُ البـــادرة
أتسعى
لتدنيس ثـــوبِ البَتُول *** وتَعْبَث بالفتنة الطاهرة
فأنتِ
تَعَالَيْ مع الحبِّ نلهـو *** وأنتِ تجيئينَ لي زائـــــرة
وأنت
هَفَوْتَ لِلَفْظٍ لَطيفٍ *** وعندي أنا اللفظةُ الساحرة
وأنتِ
العنيـــدةُ ما حِيلَتي *** ونَفْسيَ كالْحيَّـــة الكاسـرة
أسِيَّــانِ
عنـــدك هـذي وتلكَ *** سواءٌ لَعوبٌ أو الحـــاذرة
وما
من إنــــاء نظيف تــراه *** وحتــى غَــدَتْ ماؤه عاكرة
أيا
سيَّــدَ الفِسْــقِ فــي جَذْبِــه *** وتَشْغَــلُكَ العانِـسُ الْبائرة
فيا
وَيْحَكـــم تلك دنياكـــمُ *** فلســـتُ علــى ما بهــا صابرة
وقانــا
المُهَيْمــِنُ شرَّ العبــادِ *** وجنَّبَنا العُصْبةَ الخاسرة
تبــرَّأ
منْكــمْ رســـولُ الســلامِ *** وعافتْكــمُ الجنَّـة العامرة