هي الساهرة: بقلم الأديبة والكاتبة الصحفية نادية كيلانى


هي الساهرة
:
سَهِرْتُ وَمَا مِنْ عُيُونٍ سِوَى ***  عُيُونِ الإِلَهِ هِيَ السَّاهِـرَةْ
وَكُلُّ فُؤَادٍ طَهُورٍ وَكَــمْ مِنْ ***  قُلُوبٍ غَدَتْ بِالْهُدَى عَامِــرَةْ
سَهِرْتُ وَهَـذَا هُوَ الْفَجْرُ يَدْنُو ***  وَيَهْمِسُ بِاللَّهْجَـةِ الآمِـرَةْ
فَمَازَالَ بِالْخَيْــــرِ دُنْيَــا الْـــوَرَى  ***  لِمَاذَا أَرَاكِ إِذًا حَائِــرَةْ
تَعَالَ أَيَـا فَجْــــرِيَ الْمُسْتَنِيرَ ***   أَبُثُّكَ فِي اللَّيْلَـــةِ الْغَابِــرَةْ
حَدِيثًا عَجِيبًا يُسِيء النُّفُوسَ*** وَتَنْدَى لَهُ الْجَبْهَـةُ الطَّاهِـرَةْ
حِكَايَــةُ شَيْــخٍ وَأَيْضًا فَتَــاةٍ  *** سَتَبْقَــى لَنَا قِصَّــةٌ نَـــادِرَةْ
لِتَنْظُرْ مَعِي هَلْ بِخَيْرٍ تَرَاهَا ***  أَمِ الْخَيْرُ أُسْطُورَةٌ عَابِــــرَةْ
أَتَيْتُ كَبِيــرًا عَظِيـمَ الْمَقَــامِ *** بِهِ تَزْدَهِي الْحِكْمَةُ الْغَامِـــرَةْ
وَبَـاتَ الْحَدِيــثُ لِهَذَا وَذَاكَ ***  وَدُنْيَا الْجَمِيـــعِ بِــــهِ عَامِرَةْ
وَتَارِيخُنَــا الْيــَوْمَ قَــدْ ضَمَّهُ ***  لِيَزْحَــــــمَ صَفْوَتَــهُ النَّيِّـرَةْ
تَمَنَّيْتُ يَوْمًـــا أَرَانِيَ فِيـــهِ ***  أَكُـــونُ عَلَى دَرْبِــهِ سَائِـــرَةْ
أُتَابِـــعُ كُــــلَّ مَقَـــالٍ جَمِيـــلٍ ***  أَعُبُّ مَنَاهِلَـــهُ الزَّاخِـــرَةْ
وَكَــمْ بِتُّ أَحْلُــمُ بِالْمُلْتَــقَى   ***   بِهِ كَصَغِيــرٍغَــزَا الدَّائِـرَةْ
وَأَسْـــــأَلُ رَبِّـــيَ تَوْفِيقَــــهُ  ***  لِأَنْهَـــلَ آدَابَـــهُ الْوَافِــــرَةْ
أُرِيــدُ يَدَيْـــكَ تُعِيــنُ يَــدِيَّ *** لِكَيْمَا أَكُــونُ بِكَ الشَّــــاعِرَةْ
فَلَبَّــى سَرِيعًا وَكُنْتُ أَظُـــنُّ *** بِأَنِّــي حَظِيتُ..أَنَــا ظَــــافِرَةْ
وَمَا ثَــمَّ إِلَّـــا لِقَــاءٌ  وَثَــانٍ *** كَأَنِّــيَ فِي الْحُلْمِ أَوْ طَائِــرَةْ
فَكــمْ كُنْــتُ عِنْــدَ لِقَائِــي بِهِ ***  أَرَانِيَ بِالْمَجْــدِ مُسْتَبْشِـرَةْ
وَمَا مِــنْ لِقَــاءٍ أَتَــى ثَالِثٌ *** وَحَتَّى بَــدَتْ نَفْسُـهً الْآشِـرَةْ
نُفُوسُ الثَّعَالِبِ فِي خَيْرِ ثَوْبٍ *** وَنَفْسُ الثَّعَالِبِ ذِي مَاكِرَةْ
أَتَانِـــي بِسَيْلِ لُعَـــابِ الْكِــلابِ ***  وَأَشْدَاقُـهُ قَدْ بَدَتْ فَاغِرَةْ
يريد الْتَهامِي ولسْتُ طَعَامًا  ***   ومَا أنا للجَائِــعِ الشَّاطِرَةْ
ولكنَّنــــي كم كَرِهْتُ النِّفاقَ ***  فكنت على غَــدْرِه ثائـــرة
وما أنا أحْمل في باطني  *** سوى ما ترى الأَعْيُن الناظرة
أتيتُـــك  واللهِ  تِلْمِيــــذةً ***   ولســـتُ عشيقتَـــكَ الفاجــرة
وَأنتَ تميــل لطُعْم الخيانَـ *** ـةِ تُحْذيكَ ريحتُهــــا العاطــرة
وما هِـــيَ عطْـــــرٌ ولكنهـــــا  *** بَنـــاتُ قَريحتِكَ الساخـرة
فما عاش شِعْرٌ أتى عن طريقِ ***إِناثٍ سَقَطْنَ إلى الحافرة
فَذَا اسْمُكَ يحمل معنى التُّقَى  ***ونفسُك ذاتُ الهوى غَادِرَة
ورَسْمُك يَكْسُــوه ثَوْبَ الوَقَارِ  *** ونفْسُك عن نَيْلِه قاصرة
أَتَجْحَدُ رَبًّا كســـاك الضِّيــــاءَ  *** وأَوْلاك نِعْمَتَـــــه الغامرة
أَبِاسْــــمِ القَريضُ تَعِيثُ فسادًا *** وتَفْتِكُ بالدُّمْية الناضـــرة
فَرُحْــــتَ تُعَرْبِــــد في خَلْقه  *** كأنك لم تذكــــرِ الآخـــــرة
أمام الصغيرات يَجْثُو هَــوَاكَ *** وتأخذُك النَّشْوةُ البـــادرة
أتسعى لتدنيس ثـــوبِ البَتُول  ***  وتَعْبَث بالفتنة الطاهرة
فأنتِ تَعَالَيْ مع الحبِّ نلهـو  *** وأنتِ تجيئينَ لي زائـــــرة
وأنت هَفَوْتَ لِلَفْظٍ  لَطيفٍ  ***  وعندي أنا اللفظةُ الساحرة
وأنتِ العنيـــدةُ ما حِيلَتي   ***   ونَفْسيَ كالْحيَّـــة الكاسـرة
أسِيَّــانِ عنـــدك هـذي وتلكَ  *** سواءٌ لَعوبٌ أو الحـــاذرة
وما من إنــــاء نظيف تــراه *** وحتــى غَــدَتْ ماؤه عاكرة
أيا سيَّــدَ الفِسْــقِ فــي جَذْبِــه *** وتَشْغَــلُكَ العانِـسُ الْبائرة
فيا وَيْحَكـــم تلك دنياكـــمُ *** فلســـتُ علــى ما بهــا صابرة
وقانــا المُهَيْمــِنُ شرَّ العبــادِ  ***   وجنَّبَنا العُصْبةَ الخاسرة
تبــرَّأ منْكــمْ رســـولُ الســلامِ ***  وعافتْكــمُ الجنَّـة العامرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق