طفولة المطر: شعر الأديبة والكاتبة الصحفية نادية كيلانى



طفولة المطر
:
كَانَتْ تُغَرِّقُ دَرْبَنَا
كَانَتْ تُغَيِّمُ شَمْسَنَا
كُنَّا صِغَارًا عِنْدَهَا
نَلْهُو وَنَلْعَبُ تَحْتَهَا
وَنَشُمُّ رَائِحَةَ المَطَرْ
فَيَجْتَبِينَا جَوَّهَا
/
كَانَ الْهَوَاءُ يَهُزُّهَا وَيَهُزُّنَا
 نَرْمِي الْعُيُونَ إِلَى السَّمَاءِ نَحُثُّهَا
كَيْ نَسْتَزِيدَ مِنَ الْعَطَاءِ بِزَخِّهِا
نَدْعُوا الإِلَه فَرِزْقُنَا مِنْ رِيقِهَا
/
هَذَا الهُطُولِ يَزِيدُ حَتْمًا لهْونَا
وَصُرَاخُنَا مُسْتَقْبَلٌ
فَلْتُمْطِرِي حَتَّى نَرَى كُلَّ السُّطُوحِ مُلَمَّعَهْ
الشَّمْسُ تَسْطَعُ بَعْدَ ذَا مُتَكَحِّلَهْ
الْوَرْدُ يَطْلُعُ بَعْدَهَا مُتَوَرِّدٌ
جَمَّلْتِ كُلَّ الأَمْكِنَةْ
وَرَوَيْتِ غَيْطَ الْفَاكِهَةْ
وَالْيَاسَمِينَ وَحُلْمَنَا
تَصْفُو النُّفُوسُ بُعَيْدَهَا
/
وَرَجَعْتُ ثَوْبِي غَارِقٌ بِهِ أنْتَفِضْ
وَمُبَلَّلٌ شَعْرِي، وَرَشْحٌ أَنْزَكِمْ
وَعَجِبْتُ كَيْفَ أَرَى بِعَيْنَيْهَا الْغَضَبْ
وَأَنَا الَّتِي لَوَّنْتُ حُلْمِي بِالسَّبَبْ
أُمِّي أَنَا لَسْتُ الجَمَادَ وَلا صَنَمْ
أَنَا طِفْلَةٌ بِالْحِسِّ تُدْرِكُ خَيْرَهَا
/
ذَاكَ الزَّمَانُ رَأَيْتُهُ مُتَكَرِّرًا
فَأَشُدُّ طِفْلِي يَسْتَكِينَ مِنَ المَطَرْ
كَيْ لا يُبَلِّلُ ثَوْبَهُ
كَيْ لا  يُصَابُ بِزَكْمَةٍ
لَكِنَّهُ بِطَلاقَةٍ
شَدَّ الثِّيَابَ بِقَبْضَتِي
لِيَرُوحَ مُنْطَلِقًا لَهَا
فَإِذَا شِفَاهِي تَبْتَسِمْ




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق