أنْصَافُ الرِّجَالْ | [من ديوان: طفولة المطر]



أنْصَافُ الرِّجَالْ
[من ديوان: طفولة المطر]
فِي عَصْرِ أنْصَافِ الرِّجَالْ
مَهْمَا تَزَيَّى بِالوَجَاهَةِ لابِسًا ثَوْبَ النِّضَالْ
تَتَبَيَّنُ الغَدْرَ الغَشُومَ
بِطَعْمِ قَهْرِ الأَغْبِيَاءْ
وَتَوَجُّهَاتِ الحَاقِدِينْ
تَتَلَمَّسُ الكَذِبَ الغَبِيَّ
بِصَوْتِ كُلِّ الأَدْعِيَاءْ
وَتَشُمُّ رَائِحَةَ المُوَاتْ
هَلْ كُنْتَ بَيْنَ كُفُوفِهِمْ؟!
أوْ كُنْتَ تَحْتَ نِعَالِهِمْ؟!
أوْ بَيْنَ مِقْصَلَةِ الِّلئَامْ
مِنْ غَيْرِ وَاقٍ أوْ حُسَامْ
أوْ قُمْتَ تَطْلُبُ فِي دَعَةْ:
حُرِّيَّةً سِلْمِيَّةً مَشُروعَةً بالإِعْتِصَامْ؟
وَهُمُ الَّذِينَ يُصَوِّبُونَ بَنَادِقًا
فِي أَعْيُنٍ مَرْفُوعَةٍ مِنْ تَوِّهَا عَمَّا تَلَتْ
أوْ فِي الدِّمَاغِ لِيَسْقُطَ الْحُلْمُ العَزِيِزْ
مِنْ خَلْفِنَا وَمِنَ الأَمَامْ
وَعِصِيُّهِمْ مَرْفُوعَةٌ لِلْأَوْفِيَاءْ
وَتَحَوَّلَتْ لِمُدَرَّعَاتٍ تَجْرُفُ الْوَرْدَ النَّدِي
دَبَّابَةٌ تَتَهَدَّدُ الْعُمُرَ النَّقِي
وَالطَّائِرَاتُ أَزِيزُهَا سَفَرٌ طَوِيلْ
لَيْسَتْ لِأَجْلِ الْأِجْنَبِي
أوْ لِلَّذِي غَصَبَ الدِّيَارْ
بَلْ فِي وِجُوهِ الْثَائِرِينَ عَلَى الْفَسَادِ
يُقَابِلُونَ بِكُلِّ مُحْتَدَمٍ وَعَارْ
مَنْ يَبْتَغِي وَجْهَ النَّهَارْ
♦♦♦
فِي عَصْرِ أَشْبَاهِ الْقُضَاةْ
الْعَادِلُ المفْرُوضُ بَاعَ ضَمِيرَهُ
طَمَعًا وَخَوْفًا وَاعْتِدَاءْ
خَزْيٌ يُجَرُّ بعَارِهُ
فِي يَوْمِ يُقْتَصُّ الجَزَاءْ
فَالْوَيْلُ ثُمَّ الْوَيْلُ قَاضِي الأَرْضِ مِنْ قَاضِي السَّمَاءِ
♦♦♦
فِي عَصْرِ أَصْفَارِ الرِّجَالْ
يَتَسَلَّطُونَ عَلَى الْحَيَاءِ
فَيَنْزِعُونَ قَمِيصَهُ مِنْ فَوْقِ رَأْسٍ شَامِخٍ
وَيُدَنِّسُونَ الْكِبْرِيَاءْ
هُمْ يَدَّعُونَ بِأَنَّهُ رَمْزُ الْجَهَالَةِ وَالْغَبَاءْ
يَا زَاحِفِينَ عَلَى الْبُطُونِ هُوَ الْإِبَاءْ
♦♦♦
فِي عَصْرِ إمَّعَةِ الرِّجَالْ
الحَارِسُ الْمَأمُولُ ضَلَّ سَبِيلُهُ
هُوَ قَاتِلٌ لِلْأَبْرِيَاءْ
بِدَمِ البُرُودَةِ بِازْدِرَاءْ
يُلْقِي كَلَامًا مُحْبِطًا
جَاءَ افْتِعَالًا وَافْتِرَاءْ
وَيَمُوتُ فِي الْوَجْهِ الْحَيَاءْ
لَا لَمْ يَعُودُوا بَعْدَ جَهْلٍ
فِي عِدَادِ الْأَسْوِيَاءْ
هُمْ أَدْعِيَاءْ
هُمْ أَدْعِيَاءْ
♦♦♦

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق