نَزْفٌ مِنْ عَبَثِ التَّشَظِي
[من ديوان: طفولة المطر]
لا تَنْتَظِرْ مِنِّي جَوَابًا شَافِيًا
أَوْ أُمْنِيَاتٍ تَائِهَاتٍ
كَالْبِدَايَةْ
قَدْ كُنْتَ عُمْرًا فِي يَقِينِي كَامِلاً
ضَيَّعْتَ مِنْهُ الْوُدَّ مَرْجُوًّا وَغَايَةْ
بِتَرَدُّدٍ
وَشَكَوْتَ أَنَّ الْعُمْرَ وَلَّى
لَمْ تَعُدْ تُجْدِي الْرِّفَادَةُ والسِّقَايَة
قَدْ كُنْتَ لَحْنًا سَائِغًا لِلنَّفْسِ مِنْ عَبَثِ
التَّشَظِّي
وَاحْتِمَالاتِ الغِوَايَةْ
قَدْ كُنْتَ حُلْمًا فِي خَيَالِي وَاضِحًا
أَيْقَظْتَنِي
بِضَجِيجِ أَجْرَاسِ النِّهَايَةْ
أَفْرَغْتَ عُشًّا لِلطُّيُورِ الْوَادِعَاتِ
كَسَرْتَ فَرْعَهُ دُونَ إِحْسَاسٍ بِظُلْمٍ
أَوْ شُعُورٍ بِالنِّكَايَةْ
قَدْ كُنْتَ فِي مِحْرَابِ طُهْرٍ خَالِصٍ
تَبْغِي صَلاةَ مُوَدِّعٍ
مِنْ دُونِ تَشْمِيرٍ!
وَقَلْبٍ حَاضِرٍ!
يَبْغِي الْهِدَايَةْ
هَلْ مِنْ صَلاةٍ تُورِثُ الرُّوحَ التُّقَى
مِنْ غَيْرِ ذُلٍّ
أَوْ رُكُوعٍ
أَوْ سُجُودٍ
أَوْ خُشُوعٍ
أوْ دِعَايَة
كَمْ كُنْتُ أَغْزِلُ مِنْ كَلامِكَ مِعْطَفًا لِلوهمِ
فِي
لَيْلِ الْبُرُودَةِ وَالضَّنَى
كَمْ كُنْتُ أَنْظِمَ جَوْهَرًا مِنْ أُمْنِيَاتٍ
نَشْتَهِي
كَمْ كُنْتُ أَبْغِي أَنْ أَرَاكَ حَقِيقَةً
تَتَنَسَّمُ الْعِشْقَ النَّدِي
لَكِنَّكَ الْمَفْتُونُ بِالذَّاتِ الأَنَا
والعِشْقُ عِنْدَكَ كالهِوَايَةْ
مَقْدُورُ قَلْبِكَ عَاجِزٌ
أَنْ يَحْتَمِلْ
وَهَجًا.. قَوِيًّا
فِي تَلابِيبِ الرِّوَايَةْ
مَخْزُونُ رُوحِكَ شَوَّهَ الأحْلامَ مِنْ يَوْمِ
الْبِدَايَةْ
قَدْ كُنْتَ تَأْكِيدًا لِذَاتِي
صِرْتَ المُكَلَّفَ بانْهِيارِي
كُنْتَ الْمُخَيَّرَ والمُفَضَّلَ والمؤمَّلَ والحِمَايةْ
لَكِنَّ ظَنَّكَ جَامِحٌ
فَتَسَيَّدَ المَحْظُورُ مُسْرِعَ خَطْوَهُ
تِلْكَ الجِنَايَةْ
وَالنَّفْسُ أَهْلٌ لِلْمَحَبَّةِ حِرْتَ في
إِرْضَائها أو قَدْ تُوَلِّيها العِنَايةْ
مَا كَانَ بُدًّا غيرَ أنْ
أَسْدَلْتُ أسْتَارَ النِّهَايَةْ
ثُمَّ انْتَهَتْ كُلُّ الحِكَايَةْ
♦♦♦
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق