ذاك الصباح | [من ديوان: طفولة المطر]



ذاك الصباح
[من ديوان: طفولة المطر]
بِاللهِ يَوْمَ رَأَيْتُهَا
تَجْرِي تُسَابِقُ شَمْسَهَا
حَتَّى تُنَاوِلَكَ الصَّبَاحْ
بِالْحِسِّ قَدْ أَدْرَكْتُهَا
تَحْكِي لَهُمْ عَنْ قِصَّتِكْ
وَتَخُطُّ ظِلاًّ صُورَتَكْ
وَتُنَاوِشُ الزَّهَرَاتِ
فِي أَكْمَامِهَا
بِمَلامِحٍ طُهْرٍ مِلاحْ
وَرَأَيْتُهَا
وَالشَّمْسُ تَغْسِلُهَا هُنَا
وَالْوَرْدُ فَوْحُ عَبِيرِهَا
أَقْمَارُنَا مِنْ ضَوْئِهَا
كَانَتْ تُنَاجِي طَيْرَهَا الصَّدَّاحْ
وَعَرَفْتُهَا
كَانْتَ قَصِيدَتَكَ الأَثِيرَةَ يَوْمَهَا
فَوَهَبْتَهَا جَهْلاً بِهَا
لَحْنًا يُغَنَّى فِي الْبِلادِ رَبَابَةً
فِي أَلْفِ عَزْفٍ صَادِحٍ
فِي أَلْفِ صَوْتٍ فَاضِحٍ
وَحَنَاجِرُ الرُّكْبَانِ
عِنْدَ فِرَاقِنَا امْتَدَّتْ بَرَاحْ
هَلْ بَعْدَهَا
يَوْمًا تُنَاوِلُكَ الرَّبِيعْ
أَتُسَهِدُ الرِّمْشَ الْجَرِيحْ
بِاللَّيْلِ فِي عَتَبَاتِهَا
هَلْ بَعْدَهَا
يَوْمًا تُناغِي تِرْبَهَا
وَبِذَلِكَ الصَّوْتِ الَّذِي
رَوَّاكَ يَوْمَ عَشِقْتَهُ
ذَاكَ الصَّبَاحْ
فَإِذَا نَدِمْتَ فَقُلْ لَهَا
أَنْتَ الَّذِي ضَيَّعْتَهَا
وَلِكَيْ تُلامِسَ قَلْبَهَا
فَأَرِقْ دِمَاءَكَ عِنْدَهَا
ثَمَنًا لِعَيْنَيْهَا
مُبْاحْ
♦♦♦

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق