طفولةُ المطر
[من ديوان: طفولة المطر]
جَاءَتْ لِتُغْرِقُ دَرْبَنَا
كَانَتْ تُوارِي شَمْسَنَا
كُنَّا صِغَارًا عِنْدَهَا
نَلْهُو وَنَلْعَبُ تَحْتَهَا
وَنَشُمُّ رَائِحَةَ المَطَرْ
فَنَرُوحُ نَعْشَقُ جَوَّهَا
♦♦♦
كَانَ الْهَوَاءُ يَهُزُّهَا وَيَهُزُّنَا
نَرْمِي الْعُيُونَ إِلَى السَّمَاءِ نَحُثُّهَا
كَيْ نَسْتَزِيدَ مِنَ الْعَطَاءِ بِزَخِّهِا
نَدْعُو الإِلَه فَرِزْقُنَا مِنْ رِيقِهَا
♦♦♦
هَذَا الهُطُولِ يَزِيدُ حَتْمًا لهْونَا
وَصُرَاخُنَا مُسْتَقْبَلٌ
فَلْتُمْطِرِي حَتَّى نَرَى كُلَّ السُّطُوحِ
اللَامِعَةْ
الشَّمْسُ تَسْطَعُ بَعْدَ ذَا مُتَكَحِّلَهْ
الْوَرْدُ يَطْلُعُ بَعْدَهَا مُتَوَرِّدٌ
جَمَّلْتِ كُلَّ الأَمْكِنَةْ
وَرَوَيْتِ غَيْطَ الْفَاكِهَةْ
وَالْيَاسَمِينَ وَحُلْمَنَا
تَصْفُو النُّفُوسُ بُعَيْدَهَا
♦♦♦
وَرَجَعْتُ ثَوْبِي غَارِقٌ بِهِ أنْتَفِضْ
وَمُبَلَّلٌ شَعْرِي، وَأَنْفِي مُنْزَكِمْ
وَعَجِبْتُ كَيْفَ أَرَى بِعَيْنَيْهَا الْغَضَبْ
وَأَنَا الَّتِي لَوَّنْتُ حُلْمِي بِالسَّبَبْ
أُمِّي أَنَا لَسْتُ الجَمَادَ وَلا صَنَمْ
أَنَا طِفْلَةٌ بِالْحِسِّ تُدْرِكُ خَيْرَهَا
♦♦♦
ذَاكَ الزَّمَانُ رَأَيْتُهُ مُتَكَرِّرًا
فَأَشُدُّ طِفْلِي أَحْتَوِيهِ مِنَ المَطَرْ
كَيْ لا يُبَلِّلَ ثَوْبَهُ
كَيْ لا يُصَابَ
بِزَكْمَةٍ
لَكِنَّهُ فِي قُوَّةٍ
شَدَّ الثِّيَابَ وَفَاتَنِي
لِيَرُوحَ مُنْطَلِقًا لها..
يَلْهُو وَيَلْعَبُ بِالْمَطَرْ
فَإِذَا شِفَاهِي تَبْتَسِمْ
♦♦♦
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق