نُورٌ بَهِيّْ | [من ديوان: طفولة المطر]



نُورٌ بَهِيّْ
[من ديوان: طفولة المطر]
ارْبِطْ يَمِينِي بالحَنَانِ المَخْمَليّْ = كَيْ لا تُبَعْثِرَ وَرْدَهَا جَهْلاً وَغيّْ
قَيِّدْ يَدِي كَيْ لا تُسَجِّلَ جُرْحَهَا = أَوْ تَمْحُوَ الأَفْرَاحَ فِي نَزَقٍ جَلِيّْ
وَتُسَفِّهَ الْمَأْمُولَ مِنْ فِعْلِ الْهَوَى = ذَاكَ الْمُؤَمَّلُ لَمْ يَعُدْ شَيْئًا خَفِيّْ
كَيْ لا تُوَرِّثَنِي جَنَاهَا مُفْعَمًا = وَبِفَلْسَفَاتٍ كَدَّرَتْ صَفْوَ الصَّفِيّْ
وَتَظُنُّ جَهْلاً أَنَّهَا تَبْغِي الْهُدَى = أَوْ قَدْ أَتَتْ بِالْجَهْدِ إشْبَاعًا وَرِيّْ
وَتَرُوحُ تُعْلِنُ أَنَّهَا لا تَرْعَوِي = وَبِقَلْبِهَا صَخَبٌ عَلَا هَرَجَ الصَّبِيّْ
وَهِيَ الَّتِي بَاتَتْ تُمَلِّي شَوْقَهَا = بِتَحَرُّقٍ وَبِلَهْفَةٍ صُبْحًا عَشِيّْ
♦♦♦
كَمْ نَاجَتِ الأَطْيَارَ فِي إصْبَاحِهَا = وَتُسَائِلُ الرُّكْبَانَ فِي لَيْلٍ ضَنِيّْ
أَيَحِقُّ بَعْدَ دُنُوِّهِ مُتَمَنِّيًا = لِلْبَابِ تَصْفِقُ دُونَ إِحْدَاثِ الدَّوِيّْ؟!
أَيَحِقُّ بَعْدَ دُنُوِّهِ مُتَشَوِّقًا = فَتَقُومُ تَنْقُضُ غَزْلَهَا بَعْدَ الْمُضِيّْ؟!
أَفْسِحْ لِرُوحِي سَعْيَهَا صَوْبَ الْعُلا = تَبْغِي انْطِلاقًا فِي فَضَاءٍ لَوْلَبِيّْ
أَفْسِحْ لَهَا كَمْ تَشْتَهِي دَوَرَانَهَا = فَوْقَ الرُّبَا كَالطَّيْرِ تَلْتَقِطُ الشَّهِيّْ
♦♦♦
مَا أَجْمَلَ الأَفْلاكَ تَجْذِبُ نَجْمَهَا = لا تَشْتَكِي صَدَعًا وَلا يَوْمًا عَصِيّْ
مَا أَجْمَلَ الأَشْوَاقَ حِينَ تَبُثُّهَا = فَتَرُوحُ تَمْرَحُ فِي شَذَاهَا الْعَبْقَرِيّْ
وَيُجَدِّدُ الدَّمُ نَفْسَه بِالْأُمْنِيَا = تِ نَبِيلةً، وَبَرَاءَةِ الْحُلْمِ النَّقِيْ
أَسْرِجْ فُؤَادَكَ يَا حَرُونُ وَلا تَنِي = نَارُ الْقُلُوبِ يَصُوغُهَا نُورٌ بَهِيّْ
لا عَزْمَ فى قْلبٍ يَعِيشُ بِه الهَوَى ِ = مُتَمَنِيًا؛ بَلْ حِينَ يَجْذِبُهُ عَفِيّ
♦♦♦

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق