حَاصِرْ فُؤادكَ
[من ديوان: طفولة المطر]
حَاصِرْ فُؤَادَكَ وَاقْتَرِبْ..
لا تَبْتَعِدْ
لا غُرْبَةٌ لِلرُّوحِ لَوْ
عَرَفَتْ طَرِيقَ وُصُولِهَا.. لِلْمُنْتَهَى
حَتَّى وَإِنْ غَابَ الجَسَدْ
أَنْتَ الَّذِي فَوْقَ الزَّمَنْ
لَنْ يَشْنِقُوكَ عَلَى حِبَالِ طَنِينِهِمْ
أَنْتَ الَّذِى بَعْدَ الزَّمَنْ
فِي رَفَّةِ الْعَيْنِ المُنَى
لا تَبْتَئِسْ
الْبَذْلُ أَبْلَغُ مَا تَقُولُ
إنَّ احْتِرَافَ الصَّمْتِ وَالشَّجْبِ الخَنَا
بَعْدَ اغْتِرَابِ الأَمْنِ وَالخِلِّ الْوَفِيّ
لا تَبْكِيَنْ
مَاذَا دَهَاكَ تُقَدِّمُ الْقُرْبَانَ مَمْلُوءًا قَذَى؟!
حَتَّى وَلَوْ جَاءَتْكَ كُلُّ الأَسْئِلَةْ
فَهِى اخْتِيَارُكَ والمُنَى
أَخْبَارُهَا سَادَ المَكَانَ
ضِفَافُ لَوْنِ الأَزْمِنَةْ
فِي صَفْحَةِ الْوَجْدِ الَّتِي أَبْغِي
نَسِيتُ هُوِيَّتِي
وَعَرَجْتُ عِنْدَ صَحِيفَةِ
الشُّؤْمِ المُسَوَّدِ وَجْهُهَا
مِنْ إِخْوَتِي وَعَشِيرَتِي
كُلُّ الصِّلاتِ مِنَ الدَّمِاءِ
خَذَلْنَنِي
أَتَقُولُ:
إِنَّ جِهَاتِنَا هى أَرْبَعٌ
وَتَضُمُّ حُلْمًا وَاحِدًا طُولَ المدَى
وَمَتَى نَنَامُ فَسَوْفَ يَأْتِي حُلْمُنَا
هَيَّا ارْقُدُوا.. هَيَّا اخْشَعُوا
كَمْ حِيلَةٍ بَاتَتْ رَصِيدًا زَاخِرًا.. تُودِي بِنَا
لا حُلْمَ يَأْتِي فِي مَنَامٍ يُفْلِحُ
وَيُحَقِّقُ الأَمَلَ الَّذِي..
تَصْبُو لَهُ
اسْرِجْ مِنَ المَوْجِ الخُيُولَ.. رِبَاطَهَا
امْشُقْ مِنَ الرَّعْدِ الْقَنَا
أَطْلِقْ عِنَانَ شِرَاعِهَا لِلْمُبْتَغِي
وَاقْدَحْ صِمَامَ الْعِزِّ فِي حَجَرِ الْعَطَشْ
يَأْتِي شَرَارٌ مِنْ لَهِيبٍ ثَائِرٍ
الأَرْضُ عَطْشَى يَا فَتَى
قم فَاسْقِهَا مُهَجًا وَأَفْئِدَةً كُثُرْ
فِي بَذْرِهَا كُلُّ الأَمَلْ
فَتَعُودُ تُخْرِجُ حِمْلَهَا
مُهَجًا جُدُدْ
لا يَعْرِفُونَ سِوَى السَّخَاءِ
عَطِيَّةً
غَابَاتُ مَرْجَانٍ...
وَلُجَّةُ زَهْرِهِ
بِإِبَائِنَا
♦♦♦
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق