الدُّرُوبُ الْمُبْعَدَه
[من ديوان: طفولة المطر]
يَا أَيُّهَا الْقَلْبُ الْمُمَرَّدُ بِالْهُدَى = أَخَشِيتَ بَوْحًا يَسْتَثِيرُ تَفَرُّدَهْ
يَا أَيُّهَا الْعَالِي وَتَخْضَعُ مِنَّةً = أَتَخَافُ مَيْلًا تَحْتَوِيهِ الأَوْرِدَهْ
يَا أَيُّهَا الْمَفْتُونُ بِالْحُسْنِ اتَّئِدْ = أَمَضَيْتَ تُبْحِرُ فِي الدُّرُوبِ الْمُبْعَدَهْ
مُتَمَرِّدًا قَدَّمْتَ عُذْرًا وَاهِيًا = هِىَ رَاحَةٌ تُرْجَى! وَغَيْرُ مُؤكَّدَهْ
هَلْ تَنْطَلِي الأَعْذَارُ حِينَ تَعُدُّهَا؟ = هى فِعْلُ مَنْ جَمَعَ الخَيَالَ وَعَدَّدَهْ
هَذَا اعْتِزَالٌ جَاءَ دُونَ مُرَادِهِ = فَاللَّحْنُ دَرَّبَ نَبْضَهُ كَيْ يُنْشِدَهْ
فَإِذَا ارْتِجَاجُ الْقَلْبِ يُدْمِي نَفْسَهُ = نَفَدَ اصْطِبَارٌ كَانَ قَبْلُ مُقَيِّدَهْ
وَاحْمَرَّتِ الْمُقَلُ المُدَلَّى سِتْرُهَا = فَجَنَتْ عَلَى هَذِي الْعُيُونِ مُسَهَّدَهْ
وَاسْتُنْفِرَ الطَّيْرُ الَّذِي فِي غَفْلَةٍ = عَصَفَتْ بِهِ رِيحُ الشَّمَالِ مُعَرْبِدَهْ
وَالشَّامِتُ المَحْزُونُ بُغْضًا وَيْلَنَا = مِنْ غَمْزِهِ مِنْ
لَمْزِهِ مَا أَسْعَدَهْ
يَنْسَى بِأَنَّ الْعُمْرَ لازَمْهُ التُّقَى = وَعَلَيْهِ كَانَ الكِبْرُ نَارًا مُؤْصَدَهْ
يا سَجْدَةَ الْقَلْبِ الَّتِي يُهْدَى لَهَا = نُورُ الَّذِي سُبْحَانُهُ قَدْ أَوْجَدَهْ
لَوْلَا رَأَى الْبُرْهَانَ لَأخْتَلَفَ الْهَوَى = هُوَ ذَا الْهُدَى، وَالشَّرُّ رَبِّي أَخْمَدَهْ
♦♦♦
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق