في الهم شرق
[من ديوان: طفولة المطر]
عَلَىَ “شَوْقِي” مِنَ الرَّحَمَاتِ دَفْقُ
= فإنا
"كُلُّنَا فِي الْهَمِّ شَرْقُ"
لَقَدْ زَادَتْ هُمُومُ الشَّرْقِ حَتَّى = تَكَدَّرَ لَيْلُنَا والصُّبْحُ طَبْقُ
أَتُنْسِينَا الْهُمُومُ مَتَى وَكُنَّا = خِيَارَ النَّاسِ فَضْلا فِيهِ سَبْقُ
وَأَنَّ الْحَادِثَاتِ إِذَا ادْلَهَمَّتْ = أبَانتْ فَتْقَ مَا يُخْفِيهِ رَتْقُ
تَلَبَّسَتِ الْخَفَافِشُ كُلَّ حَيٍّ = وَزَادَ فَحِيحُ أَضْعَفِهَمْ وَنَقُّ!!
وَعِشْنَا فِي نِظَامٍ لا يُبَارَى = وَسِيمَا الظُّلْمِ عُنْوَانٌ وَعِشْقُ
تَجَمَّعَ فِي الزَّمَانِ طُغَاةُ إنْسٍ = أَشَاعُوا الذُّعْرَ، مَا لِلْقَهْرِ
نُطْقُ!
رَضِينَا بِالْمُلُوكِ تَعِيثُ ظُلْمًا = وَشَقُّ الطَّاعَةِ الْعَمْيَاءِ عَقُّ
أَرَانَا النَّأْىُ عن هَدْىٍ وَدِينِ = صُنُوفَ الذُّلِّ؛ إنا نَسْتَحِقُّ
♦♦♦
وَقَالَ اللهُ: لا رِضْوَانَ عَنْكُمْ = وَمِعْوَلُ هَدْمِ مَاضِيكُمْ يَدُقُّ
إِذَا ثُرْتُمْ نَعِمْتُم في
حَيَاةٍ = وَإِنْ مُتُّمْ فَلِلْجَنَّاتِ شَوْقُ
أُغيِّرُ♦♦♦ بَعْدَ تَغْيِيرٍ لَدَيْكُمْ = بَلَى رَبِّي وَهَذَا الْقَوْلُ صِدْقُ
فَكَانَتْ ثَوْرَةُ الشُّبَّانِ دَرْسًا = تُزَلْزِلُهُمْ.. وَنَارُ الْعَدْلِ حَرْقُ
تُذَكِّرُهُمْ بِأَنَّهُمُ عَبِيدٌ = وَمَا فَعَلُوهُ ذَا جُرْمٌ وَخَرْقُ
♦♦♦
تَنَاسَى الْمفْسِدُونَ دُرُوسَ مَاضٍ = لَهَا فِي حَاضِرِ الأَيَّامِ عُمْقُ
فَقَارُونُ الَّذِي خَدَعَتْهُ نَفْسٌ! = يُمَنِّيكُمْ! نَسِيتُمْ مَا
الأَحَقُّ؟
وَعِنْدَ مَقَالَةِ الْمَزْهُوِّ فَخْرٌ = أَتَى بالْمَالِ عِلْمٌ لا يُشَقُّ
فَكَانَ الْخَسْفُ أَسْرَعُ مَا يُلَاقِي = بِأعْيُنِهِمُ وَلَمْ يَنْقِذْهُ عِرْقُ
♦♦♦
تَجَبَّرْتُمْ كَفِرْعَوْنَ ابْتِدَاءً = وَمَا بَيْنَ الزَّمَانِ هُنَاكَ فَرْقُ
فَقَدْ جَمَّعْتُمُ الأَمْوَالَ نَهْبًا = وَلَمْ يَنْفَدْ لِرَبِّ العَرْشِ رِزْقُ
بَسَاتِينُ القُصُورِ لهَا بَرِيقٌ = وَمَنْ يَشْهَقْ بِدَهْشَتِهِ فَحُمْقُ
فَنِلْتُمْ مِثْلَمَا نَالَ انْكِسَارًا = هَدِيرُ الْبَحْرِ فِي التَّحْرِيرِ دَفْقُ
♦♦♦
وَعَادٍ أَوْ ثَمُودٍ كَمْ غَفَلْتُمْ = وَقَدْ طَالُوا النُّجُومَ وسُدَّ أُفْقُ
فَإِذْ بِالرِّيحِ تَحْمِلُهُمْ وَتَلْهُو = وَأُمُّ الرَّأْسِ فِي صَخْرٍ تُدَقُّ
كَأَعْجَازٍ تَرَكْنَاهُمْ عِجَافًا = فَمَا مِنْ كَائِنٍ لَهُمُ يَرِقُّ
كَأَنَّ النَّاسَ لَمْ تَشْهَدْ بِعَيْنٍ = وَمَا نَامُوسُ رَبِّ الْكَوْنِ خَرْقُ
أَلا فَلْتَرْحَلُوا مِنْ دُونِ عَوْدٍ = فَإنَّا صَامِدونَ وَذَاكَ حَقُّ
مارس 2011
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق